السبت، 29 سبتمبر 2012

هرمون الحب والتوحد !!!







واشنطن: توصل علماء أمريكيون إلى استخدام هرمون "الأوكسيتوسين" المعروف بـ"هرمون الحب" الذي يتم إفرازه عند الولادة أو ممارسة الجنس لمعالجة عوارض التوحد. وأشار الدكتور أريك هولندر رئيس قسم علم النفس في كلية ماوت سيناي للطب وكلية ألبرت اينشتاين للطب، إلى أن "الأوكسيتوسين" قد يحسّن العمل الاجتماعي والسلوك المتكرر عند الأفراد، بغض النظر عن عمر المريض. وفي الاختبار، أعطي مرضى توحد تتجاوز أعمارهم الـ18 عاماً هرمون "الأوكسيتوسين" لمدة 12 أسبوعاً، فتراجعت لديهم حدة السلوك المتكرر بشكل واضح وقد تمكنوا من التعرف على الغضب والسعادة من خلال صوت المتحدث. يذكر أن مرض التوحد يحول دون استيعاب المخ للمعلومات ومعالجتها ويؤدي إلى مشاكل في كيفية تواصل المريض بمن حوله، كما يصيب المريض باضطرابات في اكتساب مهارات التعليم السلوكي و الاجتماعي.

لماذا نسبة الذكور اعلى من الاناث في التوحد ؟




ليس من الصعب التأكد من أن المصابين بالتوحد من الأولاد أكثر من البنات. وقد كان الباحث هاتس اسبيرجر يعتقد أن البنات لا يصبن أصلاً بمتلازمة طيف التوحد التي وصفها في عام 1994م ولكن الأدلة الطبية التي ظهرت بعد ذلك جعلته يغير رأيه. وفي عام 1943م قام كانر Kanner بإجراء دراسة على مجموعة صغيرة من الأطفال من فئة التوحد ووجد أن عدد الأولاد المصابين بالتوحد يصل إلى أربعة أضعاف عدد البنات المصابات، كما تم إجراء دراسة موسعة لأعراض الأسبيرجر بالمدارس العامة في السويد عام 1993م وجاءت نفس النتائج وهي أن نسبة إصابات الذكور إلى إصابات الإناث بمعدل (1:4). أما حالياً فإن نسبة إصابات الذكور إلى الإناث فيما يتعلق بحالات التوحد التي ترعاها الجمعية الوطنية البريطانية للتوحد (NAS) فهي (1:3) تقريباً. 

وفي عام 1981م وجدت ونج Wing الباحثة في علم الأوبئة أن نسبة الإصابات بين الذكور بالمقارنة إلى الإناث فيما يتعلق بحالات التوحد الحاد ومتلازمة الأسبيرجر تصل إلى (1:5). كما وجدت أن نسبة إعاقات التعلم بما فيها التوحد في الأولاد بالمقارنة إلى البنات (1:2) أو ما يقاربها وأن الإعاقات في البنات تكون في العادة أشد وأكثر حدة، ومن الصعب أن نجد تفسيراً لاختلاف الجنسين (الذكور والإناث) في الإعاقة (التوحد) . 

وقد أشار كل من الباحثين أتوود (2000م)، إيثر وجليبيرج (1993م) ووينج (1981م) إلى أنهم يعتقدون بأن كثيراً من البنات اللاتي يعانين من متلازمة أسبيرجر لا يراجعن الأطباء للتشخيص وبالتالي فإنهن لا يدخلن في حساب هذه النسبة. وربما يعود السبب إلى أن معايير تشخيص متلازمة الأسبيرجر تعتمد على الخصائص السلوكية التي تظهر بشكل أوضح لدى الأولاد منها لدى البنات اللاتي يحاولن إخفاء مصاعبهن حتى يتكيفن مع أقرانهن وهذه في العادة أكثر وضوحاً في المهارات الاجتماعية لدى البنات. 

وهناك نظرية قامت بها ونج (Wing 1981) تقوم على شواهد عامة بين الناس وهي أن الإناث يتفوقن في المهارات الكلامية بينما يتفوق الذكور في المهارات العملية (الملموسة) وقد يكون لهذا الاختلاف أسباباً عصبية بحيث يمكن تفسير حدة ونوع التوحد من خلال الاختلافات الطبيعية للجنسين. ولكن العوامل البيئية والاجتماعية قد تلعب أيضاً دوراً في اختلاف قدرات الجنسين مما يعني عدم إمكانية رسم علاقة مباشرة بين المهارات الكلامية الضعيفة لدى الأولاد ونسبة التوحد العالية لديهم. 

وفي عام 1964م أشار بيرنارد ريملاند إلى أن الذكور (بصفة عامة) أكثر تعرضاً وقابلية للإصابة بالضرر العضوي من الإناث سواء كان ذلك من خلال الأمراض الوراثية أو العدوى المكتسبة أو غيرها، وحيث يسود حالياً اعتقاد عام بوجود أسباب عضوية للتوحد وبالتالي فلن تكون هناك غرابة في إصابة الأولاد أكثر من البنات بأعراض التوحد. 

وفي السنوات الأخيرة طرح الباحثون أسباباً وشروحاً وراثية لهذا الاختلاف فقد ذهب الباحث إسكوز (Skuse 2000) إلى الجينات (المورثات) تقع على الكرومسومات إكس X (عوامل نقل الصفات الوراثية) وأن البنات يأخذن الكروموسومات إكس (X) من الأم والأب على السواء بينما يأخذ الأولاد كروموسوم إكس (X) واحد فقط من الأم. وتفترض نظرية إسكوز بأن الكروموسوم الذي ترثه البنت من الأب يحتوى على جين (مورث) منيع ومميز يحمي حامله من التوحد وبالتالي تصبح البنات أقل قابلية للإصابة بالتوحد من الأولاد. وقد استخدمت هذه النظرية لدعم رأي الباحث أسبيرجر الذي يقول بأن أعراض التوحد والأسبيرجر تأتي في النهاية الطرفية للطيف السلوكي الذي يرتبط عادة بالذكورة. ومثل هذه السلوكيات يمكن أن تكون مفيدة جداً في بعض نواحي الحياة مثل الهندسة والعلوم حيث تعتبر العناية بالتفاصيل والاتجاه الواحد للعقل أهم وأعلى قيمة من المهارات الاجتماعية الأخرى. 

وقد أورد الباحثان لورد ولاسكويلر (1987م) عدة احتمالات لآلية انتقال التوحد وراثياً من خلال الكروموسوم (X) الناقل للمورثات وكذلك من خلال الانتقال التلقائي لبعض الكروموسومات الأخرى التي ليس لها علاقة بصفات الجنسين. وعلى أية حال فإن ما ذكر مجرد نماذج لنظريات تم تداولها ولكن الحقيقة هي أن العلماء والباحثون لم يتمكنوا حتى الآن من تحديد مورثات (جينات) بعينها تتسبب في الإصابة بالتوحد. ويبدو أن هناك عدة مورثات (جينات) على عدة كروموسومات لها علاقة بحدوث التوحد وهذا يعني أن نظرية إسكوز Skuse التي تقوم على أساس أن العامل الوراثي (الكروموسوم X) وحده هو المسئول عن جينات التوحد غير صحيحة أو لا تمثل الصورة الكاملة. 

لقد ظهرت عدة نظريات (وفرضيات) تحاول تفسير زيادة حالات التوحد والأسبيرجر لدى الأولاد عنها لدى البنات ولكن الصورة الحقيقية لن تكتمل حتى يمكننا أن نفهم بشكل كامل أسباب التوحد وفيما يبدو أنه لا يمكن الحصول على تفسير صحيح لهذا الاختلاف حالياً.
المصدر : الجمعية الوطنية البريطانية للتوحد
ترجمة : وحدة الترجمة بالجمعية السعودية الخيرية للتوحد. 

فحوصات للتوحد


الفحوصات :
لا توجد فحوصات تشخص مرض التوحد ، ولكن تتم الفحوصات لنفى وجود وجود مرض عضوى ومن الفحوصات :
·عمل مقياس سمع لنفى وجود صمم يكون هو سبب عدم إستجابة الطفل .
·عمل أشعة بالرنين المغناطيسى على المخ MRI وقد أظهرت فى معظم الحالات كبر حجم المخ قليلاً عن المعتاد . .
·عمل أشعة مقطعية على المخ CT Brain وهى لا توضح شىء معين فى حالات التوحد ولكن توضح ما إذا كان هناك كبر فى حجم الرأس نتيجة مرض عضوى مثل إستسقاء الدماغ .
·عمل رسم مخ بالإلكترونات المستفزة Positron emission topography : وهى لا تظهر خلل معين ولكن يظهر لكل حالة على حدة خلل معين .
·عمل مسح ذرى على المخ Radio isotope brain image with regional cerebral blood flow ( rCBF ) ، وتتم من خلال إعطاء التكنشيوم 99 Tc99 ثم تصوير المخ بالأشعة العادية ، وقد لوحظ من خلال هذه الدراسة وجود بعض الأعراض الغير طبيعة التى تتعلق بحجم أجزاء معينة من المخ وتجرى حالياً دراسات لإكتشاف السبب العضوى وراء الإصابة بالتوحد .
·إستفزاز المخ ثم نصويره بالأشعة المقطعية Single photon emission computered topography(SPECT) وهى عبارة عن النظر إلى ضوء قوى ثم تصوير ثم إلتقاط تأثير هذه الأشعة على المخ فيتضح قلة تأثر الفص الأيسر من المخ .
·عمل رسم مخ EEG فى حالات حدوث تشنج لتشخيص وجود بؤرة صرعية .
وجميع هذه الفحوصات لا تحدد أن الحالة هى إصابة بالتوحد وهناك بعض الإختبارات التى تساعد فى تشخيص الحالة حيث أن تشخيص الحالة يعتمد فى الأساس على التشخيص الأكلينكى والتاريخ المرضى ومن هذه الإختبارات :
·قائمة الأسئلة التى يسألها الطبيب للأهل إذا ما كان الطفل فى سن 18 شهر Checklist for autism in toddlers(CHAT) وهو مكون من 19 سؤال تدور حول سلوكيات الفل ومدى نموه العقلى وتفاعله مع الأشخاص من حوله .
·مجموعة الأسئلة التى نحاول أن نستشف إجابات الطفل عليها وردود أفعاله تجاهها فى الأطفال فوق 4 سنوات Autism screening questionnaire. ويتطلب تشخيص التوحد أكثر من زيارة للطبيب النفسى حتى يتم تشخيص المرض بدقة
منتدى مصر بين ايديك

السباحة مع الدلافين تكسر تيار التوحد

لم يعد العلاج مقصورا على العقاقير والجلسات الطبية لاسيما الأمراض النفسية والاكتئاب والتوحد، حيث ظهرت أساليب ترفيهية ذات طابع علاجي منها الأسلوب غير المألوف الذي ابتكره مركز دبي للتوحد لعلاج الأطفال المصابين بالتوحد واضطرابات التواصل والتفاعل الاجتماعي وأثبت نجاحه عالمياً وهو العلاج بالسباحة مع الدلافين، بإشراف فريق من اختصاصيي العلاج الحركي وعلم النفس التربوي ومعلمي التربية الخاصة. 

دراسة من الدراسات العلمية الحديثة أثبتت أن الدلافين تتواصل فيما بينها بطريقة خارجة عن نطاق السمع البشري ، فهي تتواصل بواسطة طريقة تتبع صدى الصوت لدى الدلافين.

وقد تبين أن هذه الطريقة في الاتصال تكسر حاجز التوحد عند الطفل. ففي دراسة أجريت لإثبات هذا الأثر، تم اختبار مائة طفل وطفلين، منهم 92 مصابا بالتوحد والآخرون مصابون بأمراض عقلية أخرى. جميعهم تعرضوا لطرق ووسائل علاج أخرى من قبل من دون فائدة. 

فكانت النتيجة أن معظم الأطفال أظهروا تحسنا ملحوظاً من ناحية السلوك والتواصل البصري أو النظر. 

كما توجد أيضاً مؤسسات تتبع هذا الأسلوب من العلاج في عدة أماكن من العالم مثل الولايات المتحدة، والمكسيك وأستراليا واليابان وتركيا.

وتحث هذه المؤسسات الأشخاص المعاقين بدنياً أو ذهنياً للعب مع الدلافين. 

وقد أظهر هذا النوع من العلاج نتائج إيجابية كبيرة حيث ان الأطفال المصابين بالتوحد ودرجة انتباههم تقدر بخمس دقائق فقط وصل انتباههم للدلافين لمدة ساعة كاملة. 

هذه الطريقة تستخدم أيضاً في علاج مرض الاكتئاب ومشاكل المفاصل. 

وتؤكد الدراسة أن العلاج بالحيوان أو الدلافين لا يكفي وحده، فيجب أن يرافقه علاجات أخرى والتي تركز على المشاكل الخاصة التي يواجهها الشخص المصاب بالتوحد مثل النطق أو القدرات الاجتماعية. 

ويمكن تطبيق هذا العلاج في معظم البيئات التي تتواجد فيها الحيوانات، ولكن من الأفضل أن يكون هناك اختصاصي في حالات التوحد لديه خبرة في العلاج عن طريق الحيوانات. 

وذلك لأن تصرفات الحيوانات غير متوقعة، فإذا كان الشخص أو البيئة غير مألوفة للحيوان فإنه لن يكون متعاوناً، لذلك يجب أن يرافقه مدرب واختصاصي في هذا المجال. 

وهذا ما فطن إليه مركز دبي للتوحد في تطبيق برامجه العلاجية التي تستخدم فيها الدلافين وتم تخصيص مجموعة متخصصة متدربة لمتابعة هذا البرنامج العلاجي وإعداد دراسات مسبقة الحالات المستهدفة وتخصيص الدلافين المناسبة لها. 
الشبكة الكويتية

الاثنين، 24 سبتمبر 2012

كتب عن التوحد


هنالك مجموعة من الكتب في مجال التوحد وتشخيصه وقد أدرجت نظرا لأهميتها وقيمتها العلمية وهي :

* علاج التوحد(الطرق التربوية والنفسية والطبية) للأستاذة وفاء علي الشامي

* قائمة تقدير السلوك التوحدي (مقياس خاص بفئة التوحد مطور على بيئة عربية) للأستاذ نايف بن عابد الزارع

* دليلك للتعامل مع التوحد د.رابية الحكيم

خصائص اطفال التوحد بالصور



اضطراب التوحد بين المعتقدات الخاطئة والحقائق العلمية




التوحد Autism هو اضطراب يتم التعرف عليه سلوكيا، والمظاهر الأساسية يجب أن تظهر قبل ان يبلغ الطفل 30 شهرا من عمره. ويتضمن التوحد خللا في سرعة أو تتابع النمو ، ومشكلات في الاستجابات الحسية للمثيرات، والكلام واللغة والسعة المعرفية ، وفي التعلق والانتماء للناس والأحداث والموضوعات   . والتوحد قد يحدث بمفرده أو قد يصاحبه اضطراب آخر يؤثر على وظائف الدماغ، كالصرع، والإعاقة العقلية ، أو الالتهابات الفيروسية . والتوحد اضطراب مربك لأنه يعبر عن نفسه بشكل مختلف في كل حالة . فبعض الأطفال المصابين بالتوحد يعانون من ضعف عقلي شديد في حين أن أطفالا آخرين يظهرون قدرات متميزة في الحساب أو   الذاكرة أو   الفن ولكنهم يفتقرون إلى أية مهارات اجتماعية . وبعض الأطفال لا يتكلمون في حين أن بعضهم الآخر يتكلم وان كان كلامهم غير واضح للآخرين من حولهم. وينزعج معظم الأطفال التوحديين من التغيير في بيئتهم ، ويظهرون حركات من نفس النمط مثل هز الجسم أو اللعب بنفس الطريقة أو الانفصال عن البيئة والناس فيها.





ويظهر التوحد في جميع أنحاء العالم وعند جميع الجنسيات والطبقات الاجتماعية. ولم تجر  حتى الآن أي دراسات تدل على مدى انتشار التوحد في العالم العربي. وتظهر حالات الإصابة بالتوحد بنسبة 1:4 بين الذكور والإناث بشكل عام أي أن نسبته أعلى في الذكور منها في الإناث. ولكن التوحد يظهر في الغالب بدرجات شديدة لدى الإناث، ويكون مصحوبا بتأخر عقلي شديد. وفي فئة التوحد الشديد، يوجد ذكران مقابل كل أنثى. 1:2. ويظهر التوحد بوضوح عادة قبل أن يبلغ الطفل السنة الثالثة من عمره ، وفي 70 -80 %من الحالات يظهر خلال السنة الأولى من العمر . أما بقية الأطفال فإنهم ينمون بشكل طبيعي أو قريب من الطبيعي ثم يتراجعون بين سن الثانية والثالثة ويفقدون بعض المهارات التي اكتسبوها ، مثل استخدامهم لبعض الكلمات ، واهتماماتهم الاجتماعية.
لا يوجد مجال من مجالات التربية الخاصة اعتراه جدل كبير ومغالطات من قبل الكثيرين كالذي حدث في مجال التوحد ، حيث كان وما زال من أكثر المجالات إثارة للجدل والنقاش المحتدم الذي لا ينتهي إلى نتيجة في أحيان كثيرة ، ومجال خصب لمن يريد أن يجري الدراسات والأبحاث أو يبحث عن التخصصية، ليبدأ بعدها بتعميم نتائج دراسته في المجلات والمراجع على الرغم من أن العديد من هذه الدراسات يكتنفها الشك في النتائج وفي انتقاء عينات البحث لأسباب يضيق المجال هنا لذكرها. 
إن الأمل في الوصول إلى استنتاجات علمية دقيقة من جهة ، والدفاع ضد الأفكار والإجابات الخاطئة من جهة ثانية هو أن نقيِّم المعلومات التي تصل إلينا بشكل علمي ناقد ، اذ يصل إلينا وبشكل يومي تقريبا ، كم هائل من المعلومات حول التوحد عن طريق المجلات ، والصحف اليومية ، وأجهزة التلفاز . وأخيرا وبشكل كبير عن طريق شبكة الانترنت. والمشكلة الكبرى تكمن في نشر ما هو غير صحيح ودعم هذا النشر ماديا وإعلاميا. وفيما يلي عرض لبعض المعتقدات الخاطئة التي كان وما زال بعضها ينتشر ويتم تعميمه .

التوحد و نظرية الام الثلاجةلقد ظهرت في العديد من الأبحاث فكرة أن أسباب التوحد تعود إلى عوامل نفسية وهو ما نادت به نظرية التحليل النفسي التي أرجعت التوحد إلى اضطراب نفسي لدى الوالدين ، خصوصا ما يعرف « بالأم الثلاجة»  Refrigerator والتي تفشل في توفير الدفء والعطف لطفلها ، وهي أمور أساسية للنمو الانفعالي السليم. وهذا الاعتقاد أدى إلى لوم الآباء على أنهم السبب في اضطراب أبنائهم ، إضافة إلى أن الأبحاث نتيجة هذا التفسير الخاطئ أخذت تتجه اتجاها خاطئا ، ليس هذا وحسب بل أن هذا الاعتقاد أدى إلى إعاقة البحث عن الأساس البيولوجي لحدوث التوحد ، كما أعاق التوصل إلى أساليب علاجية فعالة . وهكذا أضعنا كثيرا من الوقت والجهد والمال ونحن نبحث في الاتجاه الخطأ.
وقد تم دحض التفسير النفسي السابق لحدوث التوحد من خلال أن النظرية النفسية في تفسير التوحد استندت الى قصص وحكايات فردية وعلى افتراض أن أباء الأطفال التوحديين يتصفون أو يعانون من اضطراب في الشخصية والسلوك، وليس على أساس دراسات علمية مقننة تستند إلى الضبط التجريبي. حيث تجدر الإشارة إلى أن الدراسات العلمية والتي اتبعت التجريب العلمي أثبتت انه لا توجد فروق بين آباء الأطفال التوحديين وغيرهم من الأطفال الطبيعيين أو المصابين بإعاقات أخرى فيما يتعلق بسمات الشخصية أو طريقة التعامل والتفاعل مع الأبناء. وهذا ما تم تأكيده في المجلة البريطانية للطب النفسي في عددها رقم 125  British journal of Psychiatry . إضافة لما سبق لنا أن نستنتج انه إذا كانت طريقة التفاعل الميكانيكية والتي تفتقر إلى المرونة والعاطفة سببا كافيا لحدوث التوحد، فلنا أن نتوقع ارتفاع معدلات الإصابة بالتوحد في بيئة المؤسسات والمعاهد ، لان تربية الأطفال تتسم في الأغلب بالروتين والتنظيم الشديدين إلا أن هذا لم تشير إليه أي من الدراسات. وإضافة للحقائق السابقة التي تدحض تفسير نظرية التحليل النفسي ، أشارت الدراسات أن معظم أشقاء الأطفال التوحديين طبيعيون وهذا يقودنا إلى تساؤل منطقي «لماذا هذا الطفل فقط الذي تم التعامل معه بنظرية الأم الثلاجة ليصاب بعدها بالتوحد دون اخوته الآخرين ؟»

التوحد ولقاح MMR
ومن المعتقدات الأخرى الخاطئة الأخرى أن البعض يرى ان هناك علاقة ارتباطية بين لقاح MMR (وهو تطعيم مضاد لإمراض الحصبة ، والحصبة الألمانية ، والنكاف) باعتباره سببا للتوحد ، وهذا اللقاح عبارة عن خليط مكون من لقاحات ثلاثة تعطى معا بإبرة واحدة . ويشار أن التأثير العام لهذا اللقاح واضح جدا؛ فقد سجلت العديد من الدول في العالم انخفاضا هائلا في معدلات الإصابة بتلك الأمراض الخطيرة. إلا أن بعض الأطباء ربطوا ما بين هذا اللقاح السابق الذكر وبين حدوث التوحد، وما دعم وجهة النظر تلك التقرير الذي أعده طبيب أمراض المعدة والأمعاء الانجليزي الدكتور آندرو ويكفيلد من مستشفى وكلية رويال فري في المملكة المتحدة. والذي نشر عام 1998 في مجلة The Lancet . فقد لاحظ ويكفيلد وزملاؤه خلال الأبحاث التي أجروها على أن لقاح MMR يؤدي إلى اضطرابات في الأمعاء والأعضاء الداخلية للجسم، وهذا بدوره يؤدي ليس فقط  إلى عجز في وظائف الأمعاء، لكن أيضا في تدهور واضطراب نمائي لدى 12 طفلا ممن راجع ملفاتهم الطبية. ومن المتوقع أن تحدث تلك الآثار السلبية خلال 24 ساعة تمتد إلى أسابيع قليلة بعد أخذ لقاح MMR ، أما الاضطراب النمائي الذي حدث ولوحظ فقد كان غالبا هو التوحد. ونتيجة لذلك افترض ويكفيلد وزملاؤه وجود علاقة سببية بين هذا اللقاح واضطراب التوحد.
من الآثار السلبية لتقرير ويكفيلد انه أدى إلى انخفاض واضح في عدد الأطفال الذين يتلقون اللقاح السابق الذكر، مما أدى إلى انزعاج المسؤولين عن الصحة العامة، إذ تشكل الأوبئة خطورة على المجتمع في حال حدوثها، فهي امراض قاتلة، اما التوحد فعلى الرغم من انه مدمر فعلا ، فانه ليس مرضا قاتلا أو معديا.
إن معظم الأبحاث والدراسات لا تؤيد الربط بين لقاح MMR  وبين التوحد . حيث أجرى مجلس البحث الطبي في المملكة المتحدة عام 2001 دراسة تقييمية شاملة بشأن ذلك الموضوع ، اذ روجعت وأُدرجت نتائج كثير من الدراسات ، بما فيها دراسة ويكفيلد ، ولم تجد الدراسة الشاملة للمجلس أي ارتباط بين التوحد واللقاح المذكور. وتطور آخر ومدهش يمكن ان يلقي الضوء على طبيعة الجدل في هذه القضية ، وهي أن ثلاثة عشر باحثا ممن اشتركوا مع ويكفيلد في دراسته الأصلية ، وسجلوا وجود ارتباط بين لقاح MMR والتوحد عادوا وسحبوا تقريرهم وأعادوا تنقيحه وصياغته ثم نشروه مرة أخرى. وقد تضمن تقريرهم الجديد بعد إعادة صياغته ما يشير إلى أن ويكفيلد تلقى مبالغ مالية من المحامين المكلفين من قبل أولياء أمور الأطفال التوحديين الذين ادعوا أن التطعيم أدى إلى إصابة أبنائهم بالتوحد، خصوصا أن بعض الأطفال الذين وردت أسماؤهم في القضايا كانوا ضمن عينة البحث في الدراسة. وهذا ما أكده التقرير المنشور في مجلة The Lancet عام 2004 في عددها رقم 363 .

التوحد والتسمم بالزئبق
هناك وجهة نظر ترى انه اذا تعرض الطفل قبل أو بعد الولادة الى معدل ثقيل من الزئبق ، فان هذا قد يؤدي إلى التوحد. ومن المعروف بشكل شبه مؤكد أن للزئبق تأثيرا مدمرا في الدماغ في مراحل تكوينه ونموه الأولى . وقد أوضح مؤيدو وجهة النظر التي تعتبر الزئبق سببا لعدد من حالات التوحد إلى التشابه الكبير بين إعراضه وأعراض الاضطراب الناتج عن التسمم بالزئبق. مثل العجز والانسحاب الاجتماعي ، والفشل في اكتساب   القدرة على الكلام واكتساب اللغة والحركات النمطية مثل الاهتزاز والتصفيق باليدين.
    وبشكل عام فان الأبحاث العلمية لم تؤيد حتى يومنا هذا أي ارتباط بين الزئبق والتوحد كما أشارت مجلة 2004 American journal of preventative Medicine وذلك للأسباب التالية: (1)لو كان الزئبق مرتبطا بالتوحد فمن المتوقع ان يكون مستواه مرتفعا عن الطبيعي في أجسام التوحديين ، ولكن لم تكن هناك أدلة دامغة على ذلك.(2) كما هي الحال مع لقاح MMR والتوحد ، لم يكن هناك ارتباط بين الزيادة الهائلة في عدد الأفراد الذين يُشخصون بالتوحد وبين الاستقرار النسبي في عدد الأفراد الذين يتلقون التطعيمات التي تحتوي على الزئبق.  

التوحد والاضطرابات النمائية المشابهة
ومن المعتقدات الخاطئة أيضا عند البعض أنهم يرون أن الاضطرابات الأخرى التي تتشابه مع التوحد في الأعراض أنها أيضا «توحد» ، وهذا خطأ ، فالتوحد كاضطراب يعتبر مستقلا استقلالا كليا عن أي اضطراب آخر أو ما كان يُعرف بسمات التوحد أو اضطرابات التوحد. حيث أن التوحد يتميز بمجموعة من السمات السلوكية الخاصة به . ويرجع الوصول إلى اتفاق بشأن معايير تشخيص التوحد إلى اتفاق بين اثنين من أكثر النظم التشخيصية انتشارا وقبولا لدى المختصين ، وهذان النظامان التشخيصيان هما الطبعة الرابعة من الدليل التشخيصي والإحصائي للاضطرابات العقلية (DSM – IV)   والطبعة العاشرة من التصنيف الدولي للأمراض الصادرة عن منظمة الصحة العالمية (ICD -10) فهذان النظامان يميزان بين التوحد Autism وغيره من الاضطرابات الأخرى التي تشترك معه في بعض الأعراض مثل  اضطراب ريت  Retts Disorder، واضطراب الطفولة التفككي Childhood Disintegrative Disorder CDD ، والاضطرابات النمائية الشاملة غير المحددة Pervasive Developmental disorder – Not Otherwise Specified ومتلازمة اسبيرجر Asperger Syndrome . بمعنى انه أصبح هناك تصنيف  لكل الاضطرابات المذكورة سابقا مستقلا عن الآخر بما فيها اضطراب التوحد.

التوحد ومتلازمة اسبيرجر
بناء على ما ذكر سابقا، كان يرى البعض أيضا انه بالإمكان أن يصاب طفل ما باضطراب التوحد ومتلازمة اسبيرجر معا وعندها يقال أن الطفل يعاني من توحد – اسبيرجر . ولتصحيح هذا المعتقد نقول انه ليس بالإمكان حدوث ذلك لان التوحد له أعراض وزمن حدوث يميزه وكذلك الحال بالنسبة لمتلازمة اسبيرجر. إضافة إلى أن المصابين بمتلازمة اسبيرجر لا يعانون من إعاقة عقلية بل قد يتمتعون بقدرات عقلية طبيعية آو ما يفوق ذلك ، وهذا حسب ما تشير إليه الجمعية الأمريكية للطب النفسي ، في المقابل يعاني نحو75 – 77%من المصابين بالتوحد تأخرا عقليا ، إضافة إلى أن جميعهم ودون استثناء ، ومهما كانت قدراتهم الإدراكية ، يواجهون تأخرا ملحوظا في النمو اللغوي وهي مشكلة لا تواجه المصابين بالاسبيرجر حتى وان كان لديهم مشكلات في اللغة فهي تختلف من حيث النوع والتوقيت. فالطفل الذي لا يكتسب كلمات فردية قبل نهاية السنة الثانية من عمره ولا يستطيع تكوين جمل قبل نهاية السنة الثالثة لا يمكن تشخيصه باضطراب اسبيرجر. ومن الاختلافات الأخرى بين الاضطرابين ان النتائج المتوقع تحقيقها مع ذوي متلازمة اسبيرجر أكثر ايجابية مقارنة مع ذوي اضطراب التوحد ، وان الاضطرابات العصبية اقل شيوعا لدى المصابين بمتلازمة اسبيرجر مقارنة بالمصابين بالتوحد ، إضافة إلى أن صعوبات التواصل والتفاعل الاجتماعي أكثر شدة لدى المصابين بالتوحد مقارنة بما هو عليه الحال عند المصابين بمتلازمة اسبيرجر . وان أعراض متلازمة اسبيرجر تظهر في مرحلة متأخرة تقريبا بعد السنة الثالثة من العمر ، في حين ان أعراض اضطراب التوحد تظهر خلال السنوات الثلاث الأولى.

التوحد والإعاقة العقلية  
يشير البعض أن التوحد هو عبارة عن إعاقة عقلية وان التوحديين لا يصلون إلى مراحل دراسية متقدمة. إلا أن الدراسات أشارت عكس ذلك تماما فالتوحديون ليسوا معاقين عقليا ، مع أن الإعاقة العقلية قد تصاحب حالات من التوحد إلا انه وبالأساس فان اضطراب التوحد يعتبر اضطرابا مستقلا عن الإعاقة العقلية. والتوحديون قد نجد منهم من يعاني من إعاقة عقلية شديدة أو متوسطة أو بسيطة وفي ذات الوقت نجد منهم من يتميز بقدرات عقلية خارقة لما هو طبيعي . وهذا ما يسمى بالتوحدي العبقري Autistic Savant وهو الشخص الذي يمتلك مهارات خاصة غير عادية، أو خارقة ، الأمر الذي لا يوجد حتى عند كل التوحديين، حيث تشير الدراسات إلى أن نسبة هؤلاء العباقرة تقدر ب  10% من التوحديين ، وتتجلى عبقرية هؤلاء الأشخاص في عدة مجالات مثل الحساب ، ودقة الذاكرة وسعتها، والرسم ، والموسيقى . لدرجة انك لو سألت احدهم ما هو اليوم في الأسبوع الذي يصادف 22 آذار من عام 1961 ؟ سيفاجئك خلال بضع ثوان بالإجابة ويقول لك (كان يوم الأحد) إضافة إلى أن لديهم قدرة على جمع وطرح وقسمة المسائل الحسابية ، وحساب الجذور التربيعية خلال ثواني ، ويستطيعون تذكر تواريخ ولادة رؤساء العالم ، وتواريخ وفاتهم.
ومن الفوارق الأخرى بين التوحد والإعاقة العقلية أن الكثير من الحركات النمطية عند التوحديين مثل رفرفة اليدين ، ووضع اليدين على الأذنين والبدء بهز الجسم ، وتحريك طبق بشكل دوراني لعدة ساعات ، والتأرجح بصورة متكررة ، والتصفيق باليدين ، والتحديق في اليدين ووضعهما امام العينين. هذه النمطيات وغيرها لا نلاحظها سلوكيا عند ذوي الإعاقة العقلية.

التوحد والإعاقات السمعية والبصرية
بما أن الأفراد التوحديين لا يتواصلون مع ما يحيط بهم من أشخاص وأحداث فالبعض يعتقد أنهم لا يسمعون أو لا يبصرون ، والحقيقة أن التوحديين معظمهم ليسوا فاقدي السمع او مكفوفين بل أنهم لا يتواصلون على اعتبار أن عدم التواصل هو من أهم خصائصهم الحسية وأشيعها.وإذا كان هناك شك فعلى المعنيين فحص المجالات الحسية عند الطفل للتأكد أن عدم التواصل لا يعود لإعاقة سمعية أو بصرية.

التوحد واضطرابات الكلام واللغة
هناك من لا يفرق أحيانا بين اضطرابات الكلام واللغة وبين عدم التواصل عند التوحديين. وما يدحض ذلك أن الأطفال ذوي الاضطرابات اللغوية الاستقبالية يحاولون التواصل بالإيماءات وبتعبيرات الوجه للتعويض عن مشكلة الكلام ، بينما لا يُظهِر الأطفال التوحديون تعبيرات انفعالية مناسبة أو رسائل لفظية مصاحبة. وقد تظهر المجموعتان إعادة الكلام ، ولكن الأطفال التوحديين يظهرون إعادة وتكرار للكلمات والجمل التي سبق أن سمعوها من الآخرين من دون إدراك معناها وهو ما يعرف بالمصاداة Echolalia. إضافة لذلك فالتوحديون يستخدمون لغة وألفاظا غريبة مستحدثة للتعبير عن أشياء معروفة ومحددة الاسم. ومثال ذلك الطفل الذي يشير إلى لعبته الميكانيكية قائلا «البقرة تقول» ، والواقع أن تلك اللعبة عند تشغيلها بطريقة معينة تخرج صوتا مسجلا يقول «البقرة تقول مووو» وهذه السلوكيات اللفظية لا نلاحظها عند ذوي الاضطرابات الكلامية واللغوية.

التوحد وعلاجه بالاحتضان
ترى وجهة النظر التي تنادي بعلاج التوحد بواسطة الاحتضان أن الأطفال التوحديين فشلوا في تكوين « الارتباط « بوالديهم، ونتج عن ذلك انسحاب هؤلاء الأطفال وتمركزهم في عالمهم التوحدي. ولتطبيق العلاج بالاحتضان يعمد الوالدان وعادة الأم إلى عناق الطفل وتطويقه بقوة حتى يتوقف عن المقاومة ويهدا ويبدأ بالتواصل عينا لعين. وتستمر جلسات العلاج بالاحتضان مدة تتراوح بين 20 و45 دقيقة ، ويعتمد ذلك على سلوك الطفل . فكلما وصل الطفل إلى حالة من الهدوء والمرونة بصورة أسرع كانت الجلسة اقصر.
ان فاعلية «العلاج بالاحتضان» مع الأطفال التوحديين لم تثبت فاعليتها. ففي الوقت الذي ذكر فيه مؤيدو هذا الاسلوب في تقاريرهم ان بعض الحالات قد حققت تحسنا ، فان تقاريرهم تلك قامت على القصص المحكية والملاحظات الفردية بدلا من البحث العلمي الدقيق. فلم تكن هناك دراسات علمية واضحة أثبتت فاعلية هذا المنهج في العلاج. 
نستنتج مما سبق ان التوحد هو عبارة عن عالم مستقل ما زال يلفه الغموض من حيث الأسباب والعلاج ، وان البحث فيه يتطلب تحري الدقة والتخصصية قبل اطلاق التعميمات أو البدء بتصميم أي برنامج علاجي مع طفل شُخص بأنه توحدي ، فليس من الحكمة في شيء العمل مع أفراد هذه الفئة من فئات التربية الخاصة لمجرد أن الشخص تلقى دورة حول التوحد أو يحب أن يجرب العمل مع التوحديين ، فإذا كانت فئات التربية الخاصة الأخرى تحتاج إلى التعرف عليها والعمل معها عن كثب ، فميدان التوحد يحتاج الى عاملين يمتلكون الخبرة الطويلة والموجهة ، والى عمل دؤوب وشاق في أحيان كثيرة ، والانخراط في مجموعات التشخيص والتدريب ، والتعرف على برامج التواصل العالمية المشهورة التي تُطبق في معاهد ومؤسسات مرموقة ، وان يؤخذ بالاعتبار أن المعرفة العلمية القائمة على الملاحظات السلوكية والمستقاة من الواقع الميداني في العمل مع التوحديين ليس بالإمكان تجاهلها بتاتا. 
جريدة الراى
عبد الرحمن محمود توفيق جرار - مستشار التربية الخاصة
ab _ Jarrar@yahoo.com

دراسة سويسرية: الشفاء من التوحد ممكن


توصلت دراسة لأطباء مركز جامعة بازل للأبحاث الحيوية اليوم الى منطقة محددة في الجهاز العصبي يؤدي الخلل فيها الى الاصابة بمرض التوحد، وان هذا الخلل يمكن علاجه فيما وصفته الدراسة بـ"سابقة هي الاولى من نوعها لشفاء الأطفال المصابين بهذا الداء". 
واوضحت الدراسة "ان السبب في الإصابة بمرض التوحد يعود الى تحورات تصيب 300 من الجينات، اهمها تلك التي تصيب الجين المعروف باسم (نيوروليجين - 3) المسؤول عن بناء نقاط الاشتباك العصبية التي تمثل حلقة الوصل بين الخلايا العصبية في جسم الانسان". 
واضافت: "ان الباحثين تمكنوا من خلال التجارب على الفئران التعرف على ان الخلل في هذا الجين يؤدي الى فقدان التواصل بين الخلايا العصبية وتشوش على التواصل بين الدوائر العصبية المرنة، ما يعوق انتقال الاشارات العصبية ومن ثم الاصابة بالتوحد"، لافتة الى انه "وجد الباحثون ان تلك التطورات تتزامن مع انتاج زائد لأحد الاحماض الامينية المكونة للبروتينات المستخدمة في نقاط الاتصال بين المراكز العصبية لنقل الاشارات فيما بينها، اذ تؤدي تلك الزيادة الى عرقلة تكيف الجهاز العصبي مع الاشارات المطلوب نقلها لاسيما تلك المتعلقة بالتعلم واكتساب المهارات، من ثم تؤثر سلبيا على نمو المخ وعملية الادراك". 
واوضحت "انه لمن حسن الطالع ان تلك الزيادة في انتاج هذا الحمض الاميني المتسبب في المرض يمكن التغلب عليها من خلال علاج الجين الذي يحمل اسم (نويرولوجين - 3)، حيث اثبتت التجارب على الفئران ان تلك الخطوة تؤدي الى اعادة مسار نقل الاشارات العصبية الى طريقها الطبيعي"، كما بيّنت ان "هذه الطريقة أدت الى اختفاء الخلل الذي يصيب عملية نقل الاشارات العصبية تماما وعودة دائرة نقل المعلومات بين المخ والجهاز العصبي بشكل طبيعي تماما، ما يعني القضاء على مرض التوحد نهائيا". ولفتت الدراسة الى ان "تطبيق نتائجها في الصناعات الصيدلانية لإنتاج دواء يعالج التوحد سيكون خطوة كبيرة، لا سيما ان علاج المرض يعتمد عادة على الطرق التربوية لإكساب الطفل طرق التعامل مع الذات والآخرين".
(كونا)
 جريدة الراى

الخميس، 20 سبتمبر 2012

التوحد مرتبط بكبر سن الأب


أظهرت دراسة حديثة أن أطفال الآباء الأكبر سنا أكثر احتمالا لحمل طفرات وراثية من الآباء الأصغر سنا. وهذه الطفرات يمكن أن تؤدي إلى أمراض مثل التوحد وانفصام الشخصية (الشيزوفرنيا) في مرحلة تالية من الحياة.
فقد قام العلماء للمرة الأولى بحساب عدد الطفرات الجديدة المرتبطة بسن الأب في وقت الحمل، وتوصلوا إلى أن الرجال الأكبر سنا أكثر ترجيحا بصورة ملحوظة لأن يولد أطفالهم بتغيرات وراثية ضارة.
وهذه النتائج يمكن أن تفسر الدراسات السابقة التي تظهر أن أمراضا عقلية ونمائية معينة من عوامل وراثية قوية تميل لأن تكون شائعة بين الناس الذين كان آباؤهم أكبر سنا في وقت الحمل.
ورغم أن سن أم الطفل كان مرتبطا بمشاكل متعلقة بعيوب صبغية (كروموسومية)، مثل متلازمة داون، وهي نوع من التخلف العقلي يسببه وجود كروموسومات مختلة، فقد كانت المعلومات شحيحة عن إسهام الآباء الأكبر سنا في مستقبل صحة ذريتهم.
ويقول الباحثون في دراستهم التي نشرت في دورية الطبيعة إن "هذه الملاحظات تلقي ضوءا على أهمية سن الأب بناء على خطر الأمراض مثل انفصام الشخصية والتوحد". وقد وجد العلماء أن جينوم (مجموع الجينات) الأطفال حديثي الولادة يحتوي على نحو 60 طفرة جديدة ذات مقياس ضئيل مقارنة بوالديهم، وأن العدد الفعلي للطفرات الجديدة التي يحملها كل طفل كان يعتمد اعتمادا قويا على سن الوالد -وليس سن الأم- في وقت الحمل.
وقد قدر الباحثون -بقيادة أوغستين كونغ وكاري ستيفانسون من شركة ديكود جينيتكس في مدينة ريكيافيك بآيسلندا- أن الأب البالغ عشرين سنة ينقل نحو 25 طفرة جديدة لطفله، بينما يمرر الأب البالغ أربعين سنة 65 طفرة.
معلومات مثل هذه من المهم استيعابها ويجب أن تذكرنا بأن الله خلقنا لننجب أطفالنا في سن صغيرة. ويجب على الرجال والنساء ألا يؤخروا الأبوة إذا كان باستطاعتهم ذلك
وهذا يعني أنه لكل سنة إضافية في عمر الأب -في المتوسط- طفرتان إضافيتان انتقلتا إلى الطفل. وبالعكس، فقد وجد العلماء أن عدد الطفرات المنقولة بواسطة الأم كانت دائما نحو 15، بغض النظر عن السن.
وقال أليكسي كوندراشوف -وهو اختصاصي الوراثيات التطورية في جامعة ميشغان بمدينة آن آربر الأميركية- إن النتائج يمكن على الأقل أن تفسر جزئيا الزيادة الأخيرة في التوحد بالنظر إلى النزعة المعاصرة للرجال في أن يصيروا آباء في مرحلة تالية من الحياة.
وقال الأستاذ كوندراشوف "رغم أن معظم هذه الطفرات ستكون لها آثار خفيفة فقط فإنها إجمالا يمكن أن يكون لها تأثير كبير على الصحة. ويبدو أن الاضطرابات المتعددة العوامل الناجمة عن وظيفة الدماغ المعتلة، مثل التوحد وانفصام الشخصية وخلل القراءة والذكاء المنضمر، سريعة التأثر بشكل بارز بتأثير السن الأبوي".
وتعليقا على هذه الدراسة، قال رئيس جمعية الخصوبة البريطانية ألان باسي إنه كان من المفاجئ معرفة أن الرجال ينقلون عددا أكبر من الطفرات لأطفالهم مما تنقله النساء، وأن الارتباط بالآباء الأكبر سنا يمكن أن يفسر المخاطر الأكبر من أمراض معينة مرتبطة وراثيا.
وأضاف أن "معلومات مثل هذه من المهم استيعابها، ويجب أن تذكرنا بأن الله خلقنا لننجب أطفالنا في سن صغيرة. ويجب على الرجال والنساء ألا يؤخروا الأبوة إذا كان باستطاعتهم ذلك".
ويشار إلى أن هذه الدراسة الحديثة حللت كامل الجينومات لـ78 أسرة آيسلندية.
وقال ناطق باسم جمعية التوحد الوطنية البريطانية إنه "في الوقت الذي يوجد فيه دليل يشير إلى أن العوامل الوراثية قد تلعب دورا في بعض أشكال التوحد، هناك كثير من الآباء الأصغر سنا الذين ينجبون أطفالا يعانون من هذه الحالة. ومن ثم فالأمر يحتاج إلى المزيد من التحقيق في العلاقة بين علم الوراثة والتوحد قبل إمكانية التوصل إلى أي استنتاجات موثوقة".

دعــــــــــاء





اللهم يا مؤنس كل غريب.. ويا صاحب كل وحيد.. ويا ملجأ كل خائف.. ويا كاشف كل كربة.. أسألك أن تجعل لنا من أمرنا فرجاً ومخرجاً إنك على كل شيء قدير